هنالك سقطت عينيه بل قلبه على إحدى النساء
جعلته لا يتقن الحديث وصار لسانه يتلعثم بذلك الحرف وذاك
سقط بين حروفه وأصبح كمن يغرق بغير الماء
ذهبت المرأة في طريقها واشترت من صاحبنا قلبه وجنانه
لم يتحرك قلبها بل رجف واهتز من وجدانه
وكأنه لم ينبض من قبل وكأنه كان ساكنا في مكانه
عاد صاحبنا بجسده تاركا قلبه هائما مبعثرا يفكر بهيامه
أصبح شارد الذهن ينتظر العودة للسوق لعله يجد هنالك مراده
وبعد إلحاح واستجداء أصبح موكلا ببيع البضاعة في الأسواق
كان يبيع ما في يده وفي الحقيقة كان يبحث عن قلبه
وفي لحظة شوق ولهفة مرت بجانبه مهرة
لم يصدق ما شاهدته عينيه فقد عاد قلبه بين يديه
وفي سرعة وبدون تفكير خرج الكلام من قلبه المسكين
قائلا قروي يبحث عن قلبه هل وجدتي وَجْده
فنظرت إليه ومضت قائلة أرح قلبك من التعب
انا ابنة المدينة واهلي يرفضون أهل القرى ولا يراعون العشق
فمضت ومضت عينيها تسقط الأمطار كاللهب
فطالبها أن تدله على الطريق لعله يقنع أهلها بالطلب
لكنه صدم بأهله يرفضون طرحه وما طلب
فوالده لا يرى في بنات المدينة خير ولا يرضى لابنه سوى من القرية نسب
ذهب لوحده لبيتها لعله يجد عند اهلها الطلب
فأخرجوه بلا كرامة ولا حسن ضيافة ولا أدب
فأصبح المسكين يرثي حاله وضمور جسده يزيد مع وجدانه
لم تمر سوى أيام حتى سجي جسده بالاكفان
و أهله يبكون حوله هل نحن من قتلناه ام عشقه؟
وفي طريق الدفن مرت الحسناء تبحث عن قلبها من الضياع
فشاهدت الاكفان ووجه خارج منها يشتكي ظلم بني الإنسان
ووصية مكتوبة بين يديه
الهي دخلت البيوت كما أمرتني
وحفظت نفسي من الحرام ومما ليس لي
فردوا طارقا أتى من الباب ولم يراعوا حبا ولا قلبا
في العشق ذاب
فاغفر لعبد قد مضى واجمع عن قريب بينه وبين الهوى.