الاطفال والقنوات الالكترونيه ومواقع التواصل الاجتماعي....

لا يخفى عليكم حب الفضول والاستكشاف لدى الاطفال ومدى تأصل هذه الصفه في سلوكهم وتحكمها بغالبية تصرفاتهم وردود أفعالهم ، حيث يتضح تأثيرها ببداية حركة الطفل ومقدرته في السيطرة على الأشياء التي تكون بين يديه والوصول لما هو أبعد عنه ، في هذه المرحلة كثرة الحركه والعبث بالأشياء هو ما يترجم الفضول وحب الاستكشاف والمعرفه لدى الطفل. حتى ينتقل لمرحلة الكلام والفهم وفي هذه المرحله يتسع ادراكه قليلا ويزداد الفضول لديه والتركيز والحفظ فيما يلج الى مسامعه او ما تشاهده عيناه ، ويبدأ بالتساؤلات وفي طرح الأسئله لإشباع غريزته المعرفيه وحب الاستطلاع. وهنا يكون الطفل على مفترق طرق إما أن يجد الإحتواء والتعامل الحكيم والصحيح ، أو يبقى رهينة المفاهيم والإنطباعات الخاطئه التي تولدت لديه مما سمع وشاهد.
وكما يعلم الجميع أن التعامل مع الأطفال في زمننا هذا صعب جدا ، في ظل انتشار القنوات ووسائل الترفيه الإلكترونيه ، ووسائل التواصل الإجتماعي بما تحتويه من مفيد ومسئ ،ناهيك عن سهولة الوصول إليها دون جهد أو معرفه او قيود ، وبغض النظر عن المحتوى كان لمستخدم صغيرا. ام كبيرا واعيا او لا واعيا . وزد على ذلك المجتمع الذي لا نستطيع العيش بمعزل عنه ، وتأثيره القوي في سلوك الأطفال وتصرفاتهم بسبب التباين الكبير في التعامل معهم من أسرة الى أخرى. وحتى الانعزال بحجة المحافظة عليهم وعدم التأثر سوف ينعكس سلبا على قناعاتهم وردود افعالهم.وبنفس الوقت لا نستطيع ان نصم اذان الاطفال او نغطي عيونهما فنسبة الذكاء والترميز عاليه جدا لديهم .
لذا فإن الأمر يتطلب الجلوس مع الطفل والنزول لمستوى عقله وان يتم مشاركته المشاهده لاي قناة يوتيوب او مسلسل اطفال كرتوني او غيره ، من فتره لاخرى والتعليق على المشاهد سلبا او ايجابا ، ويسري نفس التصرف على ما يسمعه ، والرد على أسئلته بكل انتباه ومصداقيه وعدم تجاهلها او اظهار اللامبالاه او المماطله ، وبذلك نخلق لدى الطفل بذرة فكر واعي يستطيع مع تغذيتها التمييز بين الخطأ والصواب

بقلمي
عزة رجل

للمزيد من مواضيعي